نتانياهو والسنوار (أرشيف)
نتانياهو والسنوار (أرشيف)
الجمعة 3 مايو 2024 / 09:40

أهداف نتانياهو والسنوار تهدد فرص الهدنة في غزة

أصبح مصير الصفقة التي من شأنها تحرير الرهائن الإسرائيليين، ووقف الحرب في غزة، في أيدي زعيمين أصبح مستقبلهما على المحك في الحرب، وهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وزعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار.

النهج الإسرائيلي الحالي في المفاوضات وسيلة نتانياهو لكسب الوقت

وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" يواجه نتانياهو، انتقادات داخل إسرائيل بسبب الإخفاقات الأمنية والاستخباراتية حول هجوم حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) الذي أشعل الحرب.

حسابات نتانياهو الخاصة

ويشعر نتانياهو بالقلق إزاء احتمال أن توجه إليه المحكمة الجنائية الدولية اتهامات بارتكاب جرائم حرب، وهي النتيجة التي رفضها باعتبارها اعتداءً على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس. ويخاطر وقف القتال بحساب سياسي قد يدفعه في النهاية إلى التنحي عن السلطة.

على الجانب المقابل فإن يحيى السنوار، الذي تعتقد إسرائيل أنه يختبئ في أنفاق عميقة تحت غزة، والذي نجا من القصف الإسرائيلي العنيف، يعتقد أنه قادر على الصمود حتى لو شنت إسرائيل هجومها على مدينة رفح، وفقاً للمفاوضين العرب الذين يتعاملون معه، ويمكن أن توجه إليه أيضاً المحكمة الجنائية الدولية لائحة اتهام.

وبحسب تقرير الصحيفة، يقول الوسطاء المشاركون في المحادثات إن هدف السنوار النهائي هو تأمين إطلاق سراح المئات، إن لم يكن الآلاف، من السجناء الفلسطينيين في مقابل الرهائن وتأمين صفقة لإنهاء الحرب وضمان بقاء حماس. ومن المتوقع أن يرفض السنوار أي اتفاق لا يتضمن مساراً موثوقاً لإنهاء الحرب.

وبحسب الصحيفة، تشكل حسابات الرجلين المتشددين تحدياً لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي كانت تعمل على تحرير الرهائن وتأمين وقف إطلاق النار. 

نقطة حرجة

وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وصلت إلى "نقطة حرجة"، وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها تخطط لإرسال قوات إلى مدينة رفح الواقعة على الطرف الجنوبي من قطاع غزة، حيث يلجأ أكثر من مليون مدني فلسطيني. ويشكل معبر رفح الحدودي مع مصر أيضاً شريان حياة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، الذين يعيش الكثير منهم على حافة المجاعة.

وفي إشارة إلى تصاعد "المعارضة الدولية" لسلوك إسرائيل في الحرب، أعلنت تركيا، الخميس، أنها ستعلق جميع أشكال التجارة مع إسرائيل حتى يتم السماح بتدفق دون انقطاع للمساعدات الإنسانية إلى غزة.
وكانت تركيا، وهي عضو في مجموعة العشرين ومنظمة حلف شمال الأطلسي، أول دولة ذات أغلبية مسلمة تعترف بإسرائيل بعد تأسيسها في عام 1948. وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الهجوم الإسرائيلي على غزة، واستضاف مؤخراً كبار قادة حماس في إسطنبول.

ويقول المسؤولون الذين يتوسطون في محادثات وقف إطلاق النار إن التعامل مع كل من نتانياهو والسنوار "مهمة صعبة"، حيث يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تمديد فترة حكمه التي دامت عقوداً كواحد من أكثر قادة إسرائيل هيمنة كونه شخصية مثيرة للاستقطاب، كما نجا من الاحتجاجات التي عمت البلاد العام الماضي ضد محاولته التقليل من استقلال القضاء، ويواجه محاكمة مستمرة بتهم الفساد التي ينفيها. وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن غالبية الإسرائيليين يريدون منه الاستقالة، لكنه يعتقد على الأرجح أن فرص بقائه السياسي قد تحسنت منذ الأيام الأولى للحرب، بحسب محللين.

السنوار، الذي تعلم العبرية خلال عقدين من الزمن في السجن الإسرائيلي، وتم إطلاق سراحه في عملية تبادل أسرى سابقة، قاد حماس في غزة خلال الفترة التي قامت فيها ببناء قواتها وتعزيز العلاقات مع إيران. ومنذ أن شنت حماس هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) تحدى هو أيضاً الصعاب وصمد، بينما أطلق الجيش الإسرائيلي آلاف القذائف المدفعية والغارات الجوية على غزة. وعلى الرغم من تعرض قوات حركة حماس لضربات شديدة بسبب الهجوم الإسرائيلي، فمن المرجح أنه يعتقد أنه ومنظمته قادران على الصمود لأشهر، وحتى سنوات، من الصراع.

ووفقاً للوسطاء العرب الذين يتعاملون مع حماس، يعتقد السنوار أنه قد انتصر بالفعل في الحرب، سواء نجا منها أم لا، من خلال فتح أعين العالم على معاناة الفلسطينيين ووضع الصراع في مقدمة الشؤون العالمية.

رفح وبقاء حماس

وقال نتانياهو، الذي يتعرض لضغوط من شركاء الائتلاف القوميين المتطرفين، إنه لن يقبل أي اتفاق ينهي الحرب، بحجة أن هدنة طويلة الأمد ستسمح لحماس بالبقاء. ويقول مسؤولون استخباراتيون إسرائيليون وأمريكيون ومحللون عسكريون إن حركة حماس من المرجح أن تنجو من الحرب بغض النظر عما إذا كانت عملية رفح حدثت أم لا.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" أن 54% من المشاركين في الاستطلاع يؤيدون صفقة من شأنها إطلاق سراح 30 رهينة إسرائيلية، مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين، وقال حوالي 53% إن نتانياهو لا يفعل ما يكفي لضمان إطلاق سراح الرهائن.

وتشير الصحيفة إلى أن رد فعل إسرائيل الإيجابي على أحدث اقتراح لوقف إطلاق النار بعد فترة من الهدوء في المفاوضات كان مفاجئاً، ولكن هناك أيضاً قلق من أن النهج الإسرائيلي الحالي في المفاوضات يمكن أن يكون وسيلة لنتانياهو لكسب الوقت.