الأحد 5 مايو 2024 / 00:03

محمد هشام عبية لـ24: نجيب محفوظ شخصية استشرفت المستقبل وشرّحت تفاصيل المجتمع المصري

عند تجولك في أروقة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ستلاحظ أن صور وكتب وروايات نجيب محفوظ تحفُ المكان أينما ذهبت، إذ يحظى الكاتب الراحل الحائز على جائزة نوبل بشخصية المعرض هذا العام.


وتنوعت الفعاليات التي أضاءت على تأثير نجيب محفوظ سينمائياً، في ندوة بعنوان "نجيب محفوظ على الشاشة"، حضرها مخرجون وكتاب من أبرز الأسماء في مجال صناعة الدراما والسينما المصرية.
وناقشت الندوة أعمال محفوظ في السينما، بين عمله كسيناريست من جهة، وروائي تحولت نصوصه لأفلام سينمائية.

نجيب محفوظ.. أحد أعمدة مصر

يصف السيناريست محمد هشام عبية لـ24 ثقل شخصية نجيب محفوظ بالنسبة للمجتمع المصري قائلاً :"فور التفكير بأعمدة مصر، ينبغي علينا التفكير برمز مختصر كنجيب محفوظ".

ويضيف "يعتريني شعور بالفخر لمشاركتي بندوة لها علاقة بمحفوظ أياً كان عنوانها".. ووفقاً لعبية "نجيب محفوظ فصّل المجتمع المصري، واستطاع الوصول إلى جميع شرائحه واستعراض مكنوناتها".
ويرى عبية أن هذه الشخصية، التي تخفي في طياتها الكثير، تضم كل التفاصيل المصرية الممكنة، وأراها خياراً مثالياً لتمثل مصر كضيف الشرف".
يقول عبية "هذا الزخم المصري، الموجود في المكان، من وجود جناح سور الأزبكية وغيره من المرافق، جعلني أكثر حميمية وارتباطاً بالمكان هذا العام".

يلفت عبية لـ24 اختلاف نجيب محفوظ كروائي عن غيره، موضحاً :"كاتب يعتني بأبطاله جيداً، فمن أراد العمل على رواية له وتحويلها لعمل مسرحي أو سينمائي، يحمل مسؤولية كبيرة في تقديم الأبطال كما يقدمهم محفوظ".




ويعلّق الكاتب والسيناريست قائلاً :"حصدت أعمال نجيب محفوظ الأدبية هذا الرواج الواسع في ترجمتها لأعمال سينمائية، لأنها ظهرت في فترة كان فيها الإنتاج المصري يهدف لمناقشة القضايا الاجتماعية، أكثر من الربح المادي"

وكما يتمنى العديد من الكتاب السينمائيين تصدير روايات محفوظ إلى شاشة السينما، يرى عبية أنه "يتمنى تقديم ميرامار في طريقة معاصرة تشبه متغيرات زمننا الحالي"، أو رواية "العائش في الحقيقة"، التي تناقش الثورة الدينية لإخناتون، أحدِ ملوك الأسرة الـ18.

استشراف المستقبل

ويعتبر عبية أن نجيب محفوظ تعمد إخفاء حياته الخاصة، وهذا يعود لاستشرافه المستقبل وحنكته الفذة التي سبقت جيله، "إذ تنبأ بالثورة الرقمية التي نعيشها، ولهذا أبقى حياته غير معلنة".
أما عن المحطات المظلومة في حياة محفوظ، وتستحق تسليط الضوء عليها سينمائياً، وفقاً لعبية، فإنها "لحظة الاعتداء عليه، وكيفية تعافيه من هذه المرحلة، وعودته للكتابة مرة أخرى".
ويعتبر عبية أن هذه المرحلة في حياة محفوظ، قد تعرض بشكل خارج عن المألوف، وتشكل حالة سينمائية مدهشة، لو ترجمت كفيلم.